[ AO ]
تغطية للمشهد السياسي السوداني:
✍️ كتب بواسطة: زاهر مستر ظط
📄 وصف المقال: [اكتشف، تسريبات الرؤية الأمريكية الكاملة حول السودان | و موافقة البرهان عليها، و تفاصيل اجتماعات الرباعية]
مدخل عام:
المنظومة أونلاين متخصصون في تصميم المكاتب والمواقع والمتاجر والنوافذ الإلكترونية. يأتي هذا المقال الذي بعنوان "[تسريبات الرؤية الأمريكية الكاملة حول السودان | و موافقة البرهان عليها ]" في إطار منهج مدونة المنظومة أونلاين، ضمن تصنيفي "[المنظومة للاخبار ]" و "[أخبار سياسية ]".
مقدمة المقال
في البدء، نحب أن نؤكد أن جميع هذه المعلومات، من مصدر رسمي و هو موقع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
الرؤية الأمريكية في السودان: إصلاح لا تفكيك و خطوط حمراء و البرهان وافق عليها 🎯
هذا المقال ليس دعم للبرهان، حيث من المتوقع سوف يصفني البعض، لكن للأمانة و التاريخ اتخذ البرهان قرار شجاع.
🏛️ اصل الحكاية
🏑 عند تشكيل الرباعية، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية امام الدول المكونة لها خيارين هما:
- أن يكون الجيش السوداني هو أساس للحل و بناء جيش قومي موحد لكن بدون كيزان.
- أن يصبح مصير الجيش السوداني مثل الجيش السوري.
✳️ في أروقة الكونغرس الأمريكي، ووسط تعقيدات السياسة الدولية، يُدار ملف السودان بعناية بالغة. حيث الكونغرس حالياً وضع قانونين بيحددوا اتجاه السياسة الأمريكية تجاه السودان بشكل دقيق وواضح، أحدهما تمت إجازته رسمياً والآخر ما زال قيد النقاش وسوف تتم إجازته. القانونان هما:
📘 H.R.7682 - Sudan Democratic Transition, Accountability, and Fiscal Transparency Act of 2020
📗 H.R.1939 - U.S. Engagement in Sudanese Peace Act
الاثنان بيحملوا نفس الفلسفة الجوهرية، وهي إنو الجيش السوداني يجب أن يبقى المؤسسة العسكرية الشرعية الوحيدة في البلاد، وتُدمج تحته باقي التشكيلات المسلحة ضمن رؤية إصلاحية مدروسة. وده ما مجرد اجتهاد محللين، بل نصوص وتشريعات موثقة ومناقشة في الكونغرس ووزارة الخارجية الأمريكية.
💪 إجراءات تم اتخاذها:
فشل اول اجتماع للرباعية و لم يصدر بيان، اكيد الناس كانت متابعة، و هنا الاختلاف كان كيف يتم التخلص من الكيزان داخل الجيش، و كم عددهم و من هم؟
هنا ضغطت الإمارات في اعتماد كشوفات، من مصادر متعددة بما فيها الدعم السريع، أن تقدم كشف بأسماء الإسلاميين في الجيش.
البرهان كان ذكي، تخلص من مجموعة كبيرة جدا بالإقالة، ثم ارسل مجموعة من الرتب العليا إلى العمليات و معظمهم قتل، حيث استطاع البرهان ان ينال ثقة الولايات المتحدة الأمريكية. و لكن كل من يرفع اسمه عبر الدعم السريع سوف يقدم إلى المعاش.
و هنا أيضا سبق البرهان الدعم السريع، و قدم كشف الإسلاميين الموجودين في الدعم السريع، يعني باختصار كل طرف كشف أسرار الآخر.
معادلة الفاشر:
الفاشر كانت جزء من النقاشات داخل الرباعية، حيث قدمت الإمارات تقرير يؤكد أن حركتي جبريل و مناوي هما فلول أو تبع نظام الإخوان المسلمين، وهذا كان سبب بأن تنتهي ورقة حصار الفاشر حتى تتحول إلى سقوط، يأتي هذا ضمن مبدأ التوازن التفاوضي، الذي شرحناه في بوست على الفيسبوك.
🎁 نستطيع القول أن كل الدول في الرباعية أصبحت متفقه تماما حول الخطة الاستراتيجية الأمريكية حول السودان.
فلسقة واشنطن - الإصلاح قبل التفكيك
الولايات المتحدة الأمريكية تعلم من تجاربها السابقة في الشرق الأوسط وإفريقيا إنّ تفكيك الجيوش الوطنية يؤدي إلى الفوضى، ويفتح الباب أمام الجماعات المسلحة والفراغ الأمني. لذلك موقفها في الملف السوداني محسوم: إصلاح لا تفكيك.
واشنطن ترى أن الجيش السوداني، رغم العيوب التي علقت به خلال العقود الماضية، يمثل نواة الدولة الوطنية، وأن تفكيكه يعني سقوط السودان في فوضى تشبه ما حدث في ليبيا أو الصومال. وعليه، تسعى واشنطن إلى دعم عملية إصلاح مؤسسي وهيكلي داخل الجيش (Military Institutional Reform) تشمل:
🔹 إقصاء العناصر الإسلامية التي تسيّست داخل المؤسسة.
🔹 دمج المليشيات في هيكل موحد وفق معايير مهنية.
🔹 تحديث منظومة القيادة والسيطرة والرقابة المدنية على القوات المسلحة.
🔹 تعزيز الشفافية المالية والمساءلة وفق القانون الأمريكي H.R.7682.
الهدف الأمريكي ليس تفكيك المؤسسة العسكرية، بل تحويلها إلى جيش مهني حديث يمثل الدولة لا الحزب، الوطن لا الفصيل.
📣 و هنا ضحكت من داخل قلبي على الكيزان، رفضوا الاتفاق الإطاري، و أشعلوا و بعد عامين و نصف جاءهم الأقوى من الاطاري💪.
المليشيات تحت المجهر
من ضمن النقاط الجوهرية التي ناقشها الكونغرس في مشروعات القوانين دي، وجود مليشيات موازية أو مسلحة خارج إطار القيادة العسكرية الرسمية، وأبرزها قوات الدعم السريع (RSF) وبعض التشكيلات القبلية أو العابرة للحدود.
الطرح الأمريكي لا يعترف بتعدد الجيوش داخل الدولة الواحدة. الرؤية أن جميع القوات يجب أن تكون تحت مظلة الجيش السوداني، إما بالدمج (Integration) أو التسريح ونزع السلاح (DDR: Disarmament, Demobilization, Reintegration).
📍 لكن في تفاصيل أدق — وفد الجيش السوداني خلال زيارته الأخيرة لواشنطن قدّم مقترح واضح جداً:
> أن يشمل الدمج فقط عناصر الدعم السريع التي كانت منتسبة للجيش حتى 15 أبريل 2023، أي قبل اندلاع الحرب.
أما العناصر التي تم تجنيدها بعد ذلك التاريخ — بما فيهم المرتزقة الأجانب والمستنفرين لأسباب قبلية أو جهوية — فسيُخضعون لبرامج نزع سلاح وتسريح فوري.
وهنا بيتضح إنّ الدمج مش هدف عشوائي، بل عملية أمنية وسياسية دقيقة تحت رقابة دولية.
لماذا الإبقاء على الجيش
في العقل الاستراتيجي الأمريكي، المؤسسة العسكرية في أي دولة تمثل آخر خط دفاع عن وحدة التراب الوطني.
ولأنّ السودان بلد واسع، متعدد الأعراق والثقافات، فإن تفكيك الجيش يعني ببساطة نهاية الدولة المركزية. و هنا اتفقت رؤيتها مع حمدوك، ربما بعض أحزاب قحت هي مع التفكيك.
واشنطن تدرك ذلك تماماً، ولهذا السبب تراهن على الجيش السوداني كـ"مؤسسة الدولة" وليس كطرف في الصراع.
الجيش بالنسبة للولايات المتحدة هو المرجعية الأمنية التي يمكن دمج البقية تحتها.
لكن بالمقابل، واشنطن لا تمنح "شيكاً على بياض"؛ فالقوانين نفسها تشترط إصلاحات محددة، من بينها:
🔸 تطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات.
🔸 إنهاء الارتباط بين الجيش والسياسة.
🔸 وضع خطة واضحة لنزع سلاح المليشيات كافة.
🔸 ضبط الإنفاق العسكري وتحت إشراف مؤسسات مدنية.
هكذا تُوازن واشنطن بين الحفاظ على المؤسسة العسكرية والإصلاح الديمقراطي، لأنّ انهيار الجيش يعني انهيار السودان، أما إصلاحه فيعني ولادة دولة جديدة.
الفلسفة السياسية وراء القوانين
القانونان المذكوران (H.R.7682 و H.R.1939) ما مجرد نصوص مكتوبة؛ هما تعبير عن فلسفة أمريكية متكاملة في إدارة الانتقال السياسي داخل الدول التي تعاني من حروب أهلية.
النموذج الأمريكي دائماً يقوم على الاستقرار المؤسسي قبل التحول الديمقراطي.
بمعنى آخر، لا يمكن أن تبني ديمقراطية على فوضى أمنية، لذلك تسعى واشنطن لتثبيت المؤسسة العسكرية أولاً ثم الشروع في بناء مدني فوقها.
في هذا السياق، الولايات المتحدة تعتبر الجيش السوداني هو "الركيزة الأساسية للدولة المدنية القادمة" بشرط أن يخضع لإصلاحات داخلية تقطع مع ماضي التمكين الإسلامي، وتفتح الباب أمام قيادات جديدة مهنية غير حزبية.
القانون الثاني، H.R.1939، يسعى كذلك لتوسيع دور وزارة الخارجية والبنتاغون في دعم عملية السلام السودانية، وتقديم تقارير دورية للكونغرس حول التزام الأطراف بعملية الدمج ونزع السلاح.
بالتالي، المشهد الأمريكي تجاه السودان ليس مجرد تعاطف أو وساطة، بل خطة عمل مؤسسية مترابطة بين الدبلوماسية والأمن.
قراءة أعمق للواقع و المستقبل
إذا نظرنا بعمق، نجد أن هذه الرؤية الأمريكية لا تتقاطع مع ما يطالب به جزء كبير من الشعب السوداني نفسه:
جيش وطني موحد، بعيد عن الولاءات الحزبية، قادر على حماية الدولة من التفكك.
واشنطن تعلم أن كل تجارب انهيار الجيوش الوطنية — من العراق إلى ليبيا — أنتجت فوضى لا تنتهي. لذلك، فهي تدفع الآن باتجاه "إصلاح الجيش السوداني كشرط لبناء الدولة".
المرحلة المقبلة ستشهد بلا شك تحركات دبلوماسية مكثفة لإعادة إطلاق برنامج DDR بإشراف أمريكي وأممي، يهدف إلى:
- حصر المقاتلين في المليشيات.
- دمج المؤهلين مهنياً.
- تسريح البقية.
- جمع السلاح المنتشر داخل المدن والولايات.
وفي نهاية المطاف، ستظل القيادة العسكرية للجيش السوداني هي المحور المركزي لأي اتفاق قادم، مع مجلس مدني منتخب لاحقاً، لأن من دون مؤسسة أمنية متماسكة، لن توجد ديمقراطية قابلة للحياة.
خاتمة المقال
الخلاصة التي تخرج بها من قراءة المشهد والقوانين الأمريكية هي بسيطة لكنها حاسمة:
📍 واشنطن لا تسعى إلى تدمير الجيش السوداني، بل إلى إعادة بنائه.
📍 الجيش هو المرجعية الوحيدة التي تعترف بها أمريكا كضامن لوحدة السودان.
📍 المليشيات كلها، بما فيها الدعم السريع، ستخضع إما للدمج أو التسريح.
📍 الشرط الأساسي للإصلاح: إبعاد الإسلاميين وإنهاء النفوذ السياسي داخل المؤسسة العسكرية.
الحل الذي تطرحه واشنطن ليس "وصاية" بل إعادة هندسة للدولة السودانية على قاعدة المؤسسات.
فهي ترى أن الطريق نحو السلام والاستقرار يمر عبر جيش واحد مهني، ودولة مدنية قوية، وعدالة انتقالية شجاعة.
وفي النهاية، المعادلة الأمريكية بسيطة:
> تفكيك الجيوش = فوضى.
إصلاح الجيوش = استقرار.
ولهذا — واشنطن تراهن على الجيش السوداني كمحور الإصلاح،
وتعتبره الحل وليس المشكلة.
المصدر: موقع الحكومة الأمريكية
يمكنك الاطلاع على بعض المنتجات الرقمية تقودك بشكل تلقائي، نافذة مواقيت الصلاة + نافذة سداد مالي + نموذج تسجيل عام + قالب رسائل بريد + سلة التسوق + مكتب رقمي للمنظمات و المؤسسات الخيرية.
كما يمكنك الاطلاع على مجموعة أدوات مجانية، شات المنظومة أونلاين + أداة تحليل نمط الدم + أداة قياس نمط القلب.
🖋️بقلم:
المنظومة أونلاين | 🇸🇩 التحليل الاستراتيجي والسياسات الدولية
🗓️ تاريخ النشر: نوفمبر 2025
AO
المنظومة أونلاين

