تطورات المثلث الحدودي بين السودان و ليبيا و مصر، في تغطية كاملة من المنظومة أونلاين

      

Almnzoma Online

تطورات المثلث الحدودي بين السودان و ليبيا و مصر، في تغطية كاملة من المنظومة أونلاين 


Almnzoma Online


مدخل:-

قدمنا مقال سابق عن حقيقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر ، تم التطرق فيه إلى عدد من الحقائق المهمة.

للاطلاع على هذا المقال، الذي كان بعنوان ..حقيقة المثلث الحدودي بين السودان و ليبيا و مصر، و حقيقة إنسحاب فأغفر الروسية رسميا من مالي ، للاطلاع أضغط هنا.

كتب الكاتب مجاهد بشرى، رواية مهمة عن أحداث المثلث الحدودي بين السودان و ليبيا و مصر ، تناول فيه حقائق مهمة و جديدة.

نسبة لاهتمام المنظومة أونلاين بهذا الأمر، في هذه المقال سوف تناول هذه الروايات الجديدة بالتفصيل.

فرعي الانفجار و التصعيد:-

كتب مجاهد بشرى: في تصعيد غير مسبوق ينذر بانفجار جبهة جديدة للحرب، اندلعت اشتباكات دامية خلال اليومين الماضيين داخل الأراضي الليبية بين كتيبة سبل السلام السلفية الليبية، التابعة لقوات القيادة العامة (حفتر).

ومرتزقة مسلحة تتبع لحركة تحرير السودان بقيادة (مني أركو مناوي)، في منطقة العوينات القريبة من المثلث الحدودي الليبي،السوداني ، التشادي.

الاشتباك جاء بعد أن اعترضت كتيبة سبل السلام رتلاً تجاريًا غير نظامي مكونًا من عربتين نوع ZS كان يسلك طريقًا مريبًا عبر الأراضي الليبية. تم احتجاز الرتل ونقله إلى الكفرة.

 غير أن قوة من مرتزقة الحركات المسلحة – مكونة من ثلاث عربات قتالية ،تدخلت بالقوة، واختطفت الرتل من أيدي الليبيين واقتادته إلى معسكراتها بمنطقة “قارة الخمسين”، في تحدٍ سافر للسيادة الليبية.

ردت كتيبة سبل السلام بحشد كبير، تجاوز 17 عربة قتالية، واشتبكت مع المرتزقة المسلحة، مما أدى إلى مقتل عنصرين من الجانبين، قبل أن تصل تعزيزات من الحركات وتقوم بتدمير إحدى العربات الليبية والاستيلاء على أخرى، مع أسر عدد من عناصر الكتيبة.

لكن المقلق ليس فقط في الاشتباك، بل في ما كشفته هذه الحادثة من حقائق خطيرة تتعلق بطبيعة التحركات عبر الحدود.

حول التهريب:-

طريق تهريب خطير يربط بين السودان وليبيا المصادر الخاصة بمشاهدة بشرى، تؤكد أن الحركات المرتزقة المسلحة السودانية – وتحديدًا عناصر تتبع لحركة (مناوي) – تنشط على طريق تهريب يبدأ من:-

  1. منطقة الطينة السودانية – مرورًا بالكفرة الليبية.
  2. ثم عبر المثلث الحدودي – وصولًا إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية.

هذا المسار يُستخدم بشكل متكرر لنقل:-
  •  مستنفرين.
  •  ذخائر.
  •  سلحة ومواد تموينية عسكرية.

بعلم وإذن من سلطة بورتسودان غير الشرعية، ما يُعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، سواء من حيث خرق السيادة الليبية أو من حيث احتمالات التورط في صراعات إقليمية.

وضع على شفا الانفجار:-

الاشتباك الذي وقع في منطقة “سيف 300” تسبّب في موجة غضب عارمة بمدينة الكفرة، حيث تجمعت أكثر من 300 عربة قتالية من أهالي المدينة، إلى جانب عناصر من كتيبة سبل السلام، التي استدعت قائدها الشيخ (عبدالرحمن هاشم) بطائرة مروحية. و ما يزال التحشيد مستمرًا.

وفي المقابل، أجرى ممثل مرتزقة مناوي (فيصل صالح) اتصالًا مباشرًا بقائد ثاني الكتيبة الليبية (عبدالرحيم سلطان)، في محاولة لتفادي مزيد من التصعيد، خصوصًا في ظل تهديد صريح من الجانب الليبي بالتوغل داخل مناطق “الدبابة” و”المثلث” داخل الأراضي السودانية.

ثانوي التبعات الإقليمية والسياسية:-

هذه الأحداث تؤكد تحول مرتزقة الحركات المسلحة من فاعل داخلي إلى جهة عابرة للحدود، تعمل بتنسيق مع البرهان وعلمه التام.

على الرغم من الآتي:
  •  البرهان لا يمكنه السيطرة على مرتزقة المشتركة.
  •  ولا يملك القدرة على ضبط مسارات التهريب.
  •  وفي الوقت نفسه، سيدفع الشعب السوداني ثمن تصرفاتها الإرهابية دوليًا وإقليميًا.

الأسئلة الكبرى التي لا يمكن تجاهلها:-
  1. كيف سيتعامل الجانب الليبي مع اختراق سيادته من قبل قوى سودانية؟.
  2.  هل نحن أمام نواة اشتعال جبهة قتال جديدة على حدود السودان الغربية؟.

هذه ليست مجرد اشتباكات معزولة، بل مؤشر خطير على أن حدود السودان تحوّلت إلى ممرات للسلاح والمقاتلين، دون رقيب أو مساءلة، في ظل تواطؤ من البرهان وجيشه، و أن تحالف بورتسودان اصبح مهدداً إقليميا لا يمكن تجاهل خطره بعد الآن.

ثانوي مؤشرات عامة:-

من خلال كل ذلك يتضح أن مؤشر الحرب في السودان قد تحول الى حرب إقليم كاملة، و هذا في حد ذاته تحول كبير.

نعم ربما الدول العظمى تتحرك بقوة لوقف هذا التصعيد، لكن من الصعب التحكم فيه.

فرعي لماذا سقطت منطقة المثلث:-

كتبت رشان اوشي  ..يبدي السودانيين قلقاً حول مشاركة مليشيات  المتمرد الليبي "خليفة حفتر"  بجانب "الدعم السريع " في حرب السودان، ولكن واقعياً.. الذي حدث هو ببساطة  محاولة لإخراج  "القط"  بجلد "النمر" ،بعد هزائم متكررة لحقت بمليشيات "حميدتي" ،وسط تمرد الأهالي في دارفور وكردفان  على عمليات التجنيد القسري .

 بجانب ذلك  جميع المليشيات التي تنشط في زعزعة الأمن والسلم الإقليمي  في المنطقة هي صناعة "اماراتية" تحركها "أبوظبي" كيفما تشاء.

 عبر "عملية المثلث" ،كل الذي تسعى إليه  "أبوظبي"  هو مساعدة "ال دقلو"  في الخروج من الوحل الذي وجدوا فيه  أنفسهم ،إن كان لجهة الاستنزاف العسكري المتوقع استمراره، أو المسؤولية الأخلاقية التي ستكلف مجتمعاتهم المحلية غالياً في دارفور تحديداً.

عدوان مليشيات المتمرد الليبي "حفتر" بالتوغل داخل الأراضي  السودانية ، يضع كل المنطقة على فوهة بركان. يتكثف تحديد مواعيد الرد "المصري " في محاولة لحماية حدوده، ومنع تمدد المليشيات ناحيتها.

هذه الحقيقة لا تتبدل ولا تتغير، مع قذيفة من هنا وطلقة من هناك، تمنح "مصر" المزيد من فرص الرد  الانتقامي. 

ولكن السؤال المحوري ، يجب أن يوجه إلى الداخل السوداني ، وماذا تفعلون بعد تدخل اجنبي علني في الحرب ؟، والسؤال موجه إلى كل الطبقة السياسية السودانية والأحزاب ، والقوى المسلحة التي تشارك بعمق  في نظام المحاصصة  الغنائمي؟ .

السؤال مطروح لأن التدقيق في المشهد العام  الآني للحرب في السودان  يقدم صورة مغايرة عما كانت عليه خلال الفترة الماضية ، ظهرت الأطماع بشكل جلي وتسبب ذلك في هزائم الميدان وتوغل مليشيات أجنبية داخل الأراضي السودانية ، وأن كانت القوات النظامية قادرة على صدها واسترداد الأرض. 

في الوقت الذي تتسرب فيه المناطق الاستراتيجية من أيدي الدولة،  تنشط الجماعات المسلحة ، والقيادات السياسية في تسويق نفسها للمشاركة في حكومة "كامل ادريس" ، بدلاً من أن يوجه الدكتور "جبريل ابراهيم " اعلامه واصدقاءه من الكتاب لصالح المعركة في المثلث ودارفور ، وجههم للتأثير عبر الرأي العام على قرارات رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة .

الخلاصة ،يبدو أن  السودان  بلد سيئ الحظ. بالجملة والمفرق. وكلما داويت جرحاً سال جرح.

Almnzoma Online
رئيس التحرير:
زاهر المنظومة العالمي - زاهر مستر ظط. 
تعليقات