السودان إلى أين؟ ..قراءة متكاملة في معطيات المشهد السوداني، و المستقبلية، و أثر حرب إسرائيل و ايران عليه

     

زاهر المنظومة العالمي  - مستر ظط

السودان إلى أين؟ ..قراءة متكاملة في معطيات المشهد السوداني، و أثر حرب إسرائيل و ايران عليه


Almnzoma Online

مقدمة:-

السودان هي الدولة الوحيدة التي يعتبر ماضيها افضل من حاضرها، حيث اذا رجعنا إلى آلاف السنوات نجد ان اول حضارة شهد العالم بها كانت في السودان و كانت على النيل في منطقة شمال السودان.

و اذا رجعنا لخمسينات القرن الماضي، نجد ان مدينة الخرطوم كانت أجمل من جميع المدن الخليجية،  و هكذا من السهل أن تكتشف ان السودان ماضيه افضل من حاضره.

و ربما ما زال ينتظر السودان ، أحداث مؤسفه تضاف إلى سجله السيئ و ان يستمر المستقبل أسوأ من الحاضر .

و يبقى السؤال المهم، هل السودان يعاني من التخلف؟ .. هل هناك فاقد تربوي باعداد كبيرة؟ .. هل المتعلمين في السودان اضافوا له شيئا ام كانوا خصما عليه؟.

و هناك حقيقة مهمة، ان ميلاد حركات و مليشيات جديدة باستمرار، أفرز أجيال محدودة العقل، و سوف تشكل باستمرار عائق حقيقي نحو تقدم و تطور السودان.

المعطيات الواقعية:-

شهد السودان أسوأ حرب في تاريخه و ما زالت مستمرة. و ظلت الحروب في السودان قديمة، نسبة لاعتماد مبدأ تأسيس المليشيات و الحركات.

للاسف الشديد لا يوجد عقل جمعي سوداني، هناك تفكير مصالح محدود، و الكل هدفه وضع خطة لتحقيق مصالحه الخاصة أو مصالح تنظيمة.

الواقع الآن، بين التشريد و النزوح و اللجوء، و لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي تساهم في تغيير هذا الواقع

إستمرار هذا الواقع فترة أطول سوف يكون ذو أثر  على المستقبل، بسبب الأثر النفسي الذي يتركه الآن، في اجيال ينتظر منها ان تغير في الواقع السوداني.

الحسم العسكري:-

طبيعة حرب السودان، التي تحولت إلى حرب إقليم و أصبح مسرح لتجريب الأسلحة و تحديد سعرها العالمي في عالم الأسلحة

بالتالي، يصبح الحسم العسكري، أمر مستحيل كما أن توقيت نهاية الحرب يصبح غير واضح و يرجع ذلك للمعطيات الاتية:-
  • المسرح جاذب للمزيد من التجريب.
  • التنافس الدولى في صناعة الأسلحة.
  • قاعدة بناء خارطة الأسعار العالمية.

يظل السودان، من حيث موقعه و إمكانياته و تركيبته القبلية ، مناخه مؤهل للاستقطاب، كما أن حالة الفقر تعتبر من أكبر المحفزات التي يستثمرها صناع السلاح في العالم

اليوم نستطيع أن نقول من خلال كل هذه المعطيات ان الحرب في السودان إنطلقت بسبب فراغ العقل السوداني، و لكن نهايتها ليس في يد اهل السودان، فهي أصبحت قرار في يد صناع السلاح.

إسرائيل و ايران:-

تظل الحرب التي إنطلقت مؤخرا بين إسرائيل و إيران، هي احد أكبر الأسباب التي ساهمت في إستمرار الحرب و ذلك وفق الاتي:-
  1. إيران و حلفائها ظلت باستمرار تبيع أسلحة إلى أحد أطراف الحرب في السودان بهدف إرسال رسائل إلى إسرائيل. 
  2. إسرائيل و حلفائها ظلت باستمرار توفر أسلحة إلى أحد أطراف الحرب في السودان بهدف إرسال رسائل إلى إيران.

انطلاق الحرب في حد ذاته بين إسرائيل و إيران ، يعنى ان رسائل الطرفين إلى بعضهما عبر السودان و حربه، فشلت و لم تحقق أهدافها.

و لكن هذا يحمل مؤشرات محددة وفق الاتي:-
  • اذا توقفت حرب إسرائيل و إيران سوف تتوقف حرب السودان، إذا كان الاتفاق مرضي للطرفين.
  • في حالة عدم رضاء، طرف من إتفاق وقف الحرب، هذا مؤشر لاستمرار حرب السودان.
  • ان يكون السودان جزء مباشر من حرب إسرائيل و إيران،  و ذلك في حالة استمرار الحرب لفترة أطول بين إسرائيل و ايران.

مستقبل السودان:-

من الواضح أن مستقبل السودان ليس في يد أبنائه، و لم يعد هناك أي دور للقوة السياسية في التخطيط للمستقبل، و هذا في حد ذاته يعتبر من أكبر الكوارث.

مستقبل العالم:-

هناك تشكيل جديد لموازين القوة في العالم، مع توقعات بإنهيار اقتصادي عالمي كبير، و ربما يصحبه إنهيار عدد من الدول و الأنظمة.

Almnzoma Online
رئيس التحرير:
زاهر المنظومة العالمي - زاهر مستر ظط. 
تعليقات