[ AO ]
تغطية للمشهد السياسي السوداني:
✍️ كتب بواسطة: زاهر مستر ظط
📄 وصف المقال: [اكتشف، الصراع الخفي | بين السعودية و مصر في الهيمنة على الشرق الأوسط من المنظومة أونلاين. ]
مدخل عام:
المنظومة أونلاين متخصصون في تصميم المكاتب والمواقع والمتاجر والنوافذ الإلكترونية. يأتي هذا المقال الذي بعنوان "[الصرع الخفي | بين السعودية و مصر في الهيمنة على الشرق الاوسط]" في إطار منهج مدونة المنظومة أونلاين، ضمن تصنيفي "[المنظومة للاخبار]" و "[اخبار سياسية]".
مقدمة المقال
المنظومة أونلاين تقف اليوم في الأحداث الإقليمية، التي لها تأثير مباشر على حرب السودان.
قبل أن نتعمق في محتوي هذا المقال، نذكر القارئ الكريم، بتصريحات المبعوث الأمريكي مسعد بولس، الذي أكد أن مهمة الولايات المتحدة هي مقاربة السودان اولاً داخل دول الرباعية.
هذا مؤشر أن السعودية و مصر و الامارات كل طرف مصالحه مع السودان مختلفة، لكن تظل العلاقة الخليجية بين السعودية و الامارات هي أقوى بكثير بعلاقة كل طرف َمنهما مع مصر.
المحور الأول
🇸🇦 السعودية تنتصر دبلوماسيًا وتفرض هيمنتها على الشرق الأوسط!
من يتابع المشهد الإقليمي اليوم يدرك أن الرياض لم تعد مجرد لاعب مهم… بل أصبحت صاحبة القرار والاتجاه في المنطقة، تتحرك بخطوات هادئة، لكنها محسوبة بدقة، وتحقق انتصارات سياسية متتالية من السودان إلى غزة واليمن وإيران.
🔹 في الملف السوداني:
بينما كانت القاهرة تحاول جاهدة استعادة نفوذها في القارة الإفريقية، تحركت السعودية بذكاء وهدوء في الخفاء، نسّقت مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأقنعت البرلمان الأوروبي بأن تكون الرياض مقر اللقاء المرتقب بين البرهان وحميدتي.
وبهذا التكتيك الدبلوماسي العالي، أبعدت مصر تمامًا من المشهد، لتصبح هي صاحبة الثقة والملف في آنٍ واحد.
البرلمان الأوروبي لم يتخذ قراره عبثًا، بل جاء بدعم مباشر لتحركات سعودية مدروسة خلف الكواليس، رسّخت فكرة أن الحل في السودان يجب أن يمر عبر الرياض لا القاهرة.
🔹 في الملف اليمني والإيراني:
من الحرب إلى التهدئة، ومن المواجهة إلى الحوار، أثبتت السعودية أنها تعرف متى تُصعّد ومتى تُفاوض.
بفضل الدبلوماسية الهادئة والاتصالات السرية، تحوّلت من طرف في الصراع إلى قائد لسلام إقليمي، أنهى عزلة طويلة وأعاد التوازن في الخليج.
🔹 في الملف الفلسطيني والإسرائيلي:
تتحرك السعودية بخط دقيق: لا تنجر وراء التصعيد، ولا تكتفي بالصمت.
هي تراقب وتفاوض وتبني جسورًا مع واشنطن وتل أبيب دون أن تفقد دعم الشارع العربي.
الكل يعلم أن أي اتفاق أو تهدئة في غزة لا يمكن تمريره دون موافقة الرياض، التي تمسك بخيوط اللعبة من بعيد.
🔹 في الاقتصاد والسياسة:
من خلال رؤية 2030، ومشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر، أصبحت السعودية القطب الاقتصادي الأول في الشرق الأوسط.
الرياض لم تعد فقط عاصمة نفطية، بل مركزًا سياسيًا واقتصاديًا ينافس القاهرة وأنقرة وطهران.
🔹 في الإعلام والنفوذ الدولي:
تتحدث السعودية اليوم بلغة جديدة: هادئة، متزنة، تنفتح على الجميع دون أن تتنازل عن ثوابتها.
تحوّلت من دولة يُشار إليها كـ"محافظة" إلى نموذج يُحتذى في التوازن بين الهوية والانفتاح.
🏆 النتيجة:
اليوم، لم يعد أي ملف استراتيجي في الشرق الأوسط يُدار دون المرور عبر الرياض.
من السودان إلى اليمن، ومن غزة إلى لبنان… كل الطرق تمر من السعودية.
لقد نجحت المملكة في بناء هيمنة ناعمة قائمة على الذكاء السياسي، لا على الشعارات.
رسالة:
السعودية لم تنتصر بالقوة العسكرية، بل بهدوء الدبلوماسية وحنكة التوقيت.
ومع كل خطوة ذكية، تترسّخ مكانتها كـ المرجع الإقليمي الأول وصاحبة القرار في المنطقة.
الصعود
🌍 تأثير الصعود السعودي على موازين القوى:
هيمنة السعودية لم تعد محصورة في الخليج، بل امتدت إلى إفريقيا والبحر الأحمر، حيث أخذت الدور الذي كانت مصر تتفاخر به لعقود.
ففي الوقت الذي تراجعت فيه القاهرة خلف خطابها التقليدي، كانت الرياض تبني تحالفاتها على الأرض، وتُنسّق مع القوى الكبرى في صمت.
أما مصر، فبعد تراجع نفوذها، ما ينقصها اليوم ليس الموارد ولا التاريخ، بل الرؤية الحديثة والإرادة الجريئة لإعادة التموضع.
فالعالم تغيّر، والسياسة لم تعد تُدار بالشعارات بل بالتكتيك والمرونة، وهنا بالضبط ربحت السعودية المعركة وخسرتها القاهرة
المحور الثاني
🇪🇬 مصر تتعرض لهزائم من إسرائيل و أوربا و الاتحاد الأفريقي و امريكا
من الواضح أن الدبلوماسية المصرية تمرّ بأضعف مراحلها منذ سنوات طويلة، فبعد أن كانت القاهرة تعتبر نفسها "عرّابة الحلول الإفريقية" و"اللاعب الإقليمي الأبرز"، أصبحت اليوم خارج دائرة القرار في الملفات الكبرى.
🔹 البداية من الاتحاد الإفريقي:
حيث تمكّنت إثيوبيا من السيطرة على آلية حلّ نزاع السودان داخل الاتحاد، في خطوة اعتُبرت ضربة موجعة للقاهرة التي كانت تراهن على نفوذها التقليدي هناك. وبينما كانت مصر تحاول فرض رؤيتها حول الأزمة السودانية، كانت أديس أبابا تتحرّك بخفة وذكاء، مدعومة بعلاقات قوية مع الاتحاد الإفريقي والغرب، لتصبح هي المنسّق الفعلي لملف السودان.
🔹 الصفعة الثانية جاءت من أوروبا:
فشل القاهرة في إقناع المجتمع الدولي باستضافة لقاء البرهان وحميدتي كان أكثر من مجرد إحراج سياسي. البرلمان الأوروبي اختار السعودية لتكون مقر الاجتماع، معتبرًا أنها الطرف الأقدر على جمع الرجلين والتأثير في قراراتهما، وهو ما يعكس أن النفوذ المصري في الملفات العربية تراجع بشكل واضح لصالح الرياض وأديس أبابا.
🔹 ثم جاءت الصفعة الثالثة... من تل أبيب!
وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن رسميًا أن المنطقة الحدودية بين مصر وغزة أصبحت "منطقة عسكرية مغلقة".
القرار لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان صادمًا للقاهرة، التي كانت تظن أن دورها في ملف غزة يمنحها مساحة ثقة أكبر.
لكن الأخطر... أن هذا الإعلان جاء بالتزامن مع خروج رئيس هيئة الأركان المصري بتصريحات عن تخوفه من الحدود الغربية مع ليبيا والجنوبية مع السودان، ما يعني أن القيادة العسكرية المصرية ترفع درجة الحذر الشديد على كل الجبهات.
ثم جاء التصريح الإسرائيلي ليُشعل الأضواء الحمراء في القاهرة، فالأمر لم يعد يقتصر على دبلوماسية ضعيفة، بل أصبح تهديدًا مباشرًا لأمن الحدود المصرية.
🧭 مصر الآن مضطرة لإيقاف حرب السودان بأي ثمن، لأن استمرارها لم يعد مجرد أزمة إقليمية، بل خطر حقيقي على أمنها القومي وحدودها الجنوبية.
والمفارقة أن إسرائيل لا تتحرك إلا بإذن من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعني أن كل ما يحدث على حدود مصر يتم بعلم ورضا واشنطن.
🇺🇸 وهنا مربط الفرس...
رغم أن القاهرة احتفلت مؤخرًا باستضافة توقيع وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الواقع أوضح أن أمريكا تضغطها من كل الاتجاهات:
من الجنوب (السودان)،
ومن الشرق (غزة وإسرائيل)،
ومن الغرب (ليبيا).
💬 المصريون الآن... فاتحين بيت بكاء سياسي 😅
لكن خلف هذا البكاء إدراك عميق بأن مصر لم تعد تمسك بخيوط اللعبة كما كانت، وأن مراكز الثقل الإقليمي تغيّرت جذريًا.
🔍 لماذا تخسر مصر هذه المعارك؟
1️⃣ لأنها تعتمد على الدبلوماسية التقليدية بدل المبادرات الجريئة.
2️⃣ لأن أدواتها الإعلامية فقدت المصداقية والتأثير الخارجي.
3️⃣ لأن خطابها السياسي أصبح ردّ فعل لا صناعة قرار.
4️⃣ ولأنها لم تواكب التغيّرات الجديدة في ميزان القوى بين الخليج وإفريقيا وإسرائيل.
خاتمة المقال
🧩 سيناريوهات المرحلة القادمة:
من المرجّح أن تتحرك القاهرة خلال الأسابيع المقبلة نحو محاولة تهدئة شاملة في السودان، عبر اتصالات مع الإمارات والسعودية، لتأمين حدودها الجنوبية.
كما قد تشهد الأيام القادمة تصعيدًا إعلاميًا ضد إسرائيل، في محاولة لتحسين الصورة أمام الشارع المصري.
ثوابت عالمية
لكن في العمق، تبقى الورقة الأمريكية هي صاحبة القرار، ومصر الآن أمام اختبار صعب بين الحفاظ على أمنها القومي وبين الرضوخ للضغوط الدولية.
والسعودية تعتبر حققت مكاسب كبرى لا تستطيع مصر ان تنزعها منها.

