ملامح العالم الجديد، التشكيلات و التحالفات، و النظام الاقتصادي المنتظر، قراءة متكاملة من المنظومة أونلاين
حقيقة الإنهيار القادم:
في ظل تصاعد وتيرة الحروب العالمية، وازدهار تجارة السلاح، بات العالم يشهد تحولات جذرية قد تؤدي إلى تشكيل نظام عالمي جديد، مختلف كليًا عن المرحلة السابقة. تسلط المنظومة أونلاين الضوء على أبرز ملامح هذا التحول، من خلال قراءة تحليلية متكاملة للتوازنات السياسية، والتكتلات الاقتصادية، والتحالفات الاستراتيجية التي بدأت تتشكل في الأفق.
الانهيار الاقتصادي القادم: بين التوقع والتحقق:
تكثر في الآونة الأخيرة التحليلات التي تتنبأ بحدوث انهيار اقتصادي عالمي وشيك، خاصة مع استمرار الأزمات الجيوسياسية وارتفاع مستويات التضخم والتوترات المالية. من خلال قراءة واقعية لمجريات الأحداث، وبناءً على تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في منظومة المال العالمية، إلى جانب سيطرتها على المنظمات الاقتصادية الكبرى، فإن إمكانية الانتقال من النظام الحالي إلى مرحلة اقتصادية جديدة باتت واردة بقوة.
لكن، ورغم التأكيد على اقتراب الانهيار، إلا أن مدى تأثيره وعمقه لا يزال غير واضح. هل سيكون شاملاً لكل الاقتصادات؟ أم مقتصرًا على دول بعينها؟ هذه الأسئلة تظل محل نقاش، ولا يمكن الجزم بإجابات نهائية لها.
الحروب والكوارث: من أوروبا إلى الشرق الأوسط:
بعد الصراع الروسي الأوكراني، انتقل مسرح التوترات إلى الشرق الأوسط، حيث اندلعت حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران. هذا الصراع يعيد رسم خريطة التحالفات العسكرية والسياسية. وفي حين يرى البعض أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب قد يكون حاسمًا، إلا أن المنظومة أونلاين تحذر من خسائر كبيرة محتملة قد تتعرض لها أمريكا في حال قررت الانخراط المباشر.
اللافت أن روسيا، على الرغم من خصومتها مع الولايات المتحدة، حذّرت من تدخل الأخيرة في حرب الشرق الأوسط، وهو ما يعكس إدراكًا روسيًا لمخاطر التوسع في الصراع. ويبدو أن موسكو أصبحت تميل أكثر نحو التهدئة، لا سيما بعد اتساع نطاق الحرب في أكثر المناطق حساسية في العالم.
المصالح الكبرى هي من تتحكم في المشهد:
لا يمكن فهم مجريات الأمور في السياسة الدولية دون النظر إلى المصالح الاقتصادية الكبرى التي تتحكم بها لوبيات نافذة داخل الدول. من المرجح أن تشهد المرحلة المقبلة مفاوضات متوازية بين روسيا وأوكرانيا من جهة، والولايات المتحدة وإيران من جهة أخرى.
في المقابل، من المستبعد تمامًا، بحسب تحليل المنظومة أونلاين، أن يحدث أي اتفاق مباشر بين إسرائيل وإيران، إلا أن واشنطن قد تملك القدرة على وقف الحرب، إن توفرت الإرادة السياسية لذلك.
هل فاجأت إيران العالم؟
رغم قدرات إيران العسكرية، إلا أن المفاجأة الكبرى تكمن في موقف الولايات المتحدة التي لم تتدخل بشكل مباشر في الحرب حتى الآن. هذا الأمر قد يكون صادمًا لحليفتها إسرائيل التي كانت تراهن على دعم أمريكي فوري.
لكن يبدو أن واشنطن تميل حاليًا إلى التروي وإعادة الحسابات، خاصة مع تعقد الأوضاع في عدة جبهات، وصعوبة الانخراط في صراع مفتوح قد يهدد الاقتصاد الأمريكي نفسه.
مجلس الأمن الدولي: هل التغيير وارد؟
يرى البعض أن الانهيار الاقتصادي المحتمل والتحولات السياسية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل مجلس الأمن الدولي، إلا أن المنظومة أونلاين تستبعد هذا التغيير في المستقبل القريب، على الأقل خلال العقد القادم. رغم تشكُّل تحالفات جديدة بقيادة روسيا والصين، فإن تغيير موازين القوى يحتاج إلى وقت طويل، وتوافق دولي غير متوفر حتى الآن.
تحالفات جديدة أم مصالح متشابكة؟
صحيح أن هناك تحالفات تتبلور خارج عباءة الهيمنة الأمريكية، لكن الحقيقة أن المصالح بين الولايات المتحدة وخصومها التقليديين مثل روسيا والصين لا تزال متشابكة بشكل كبير. هذا ما يجعل الصراع بين هذه القوى مؤطرًا ضمن حدود معينة، ولا يتجاوز عتبة الحرب الشاملة.
إسرائيل: مكاسب وخسائر:
بالنسبة لإسرائيل، فإن الهدف الأساسي من الحرب هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وإذا نجحت في ذلك، فإنها تحقق أحد أهم أهدافها الاستراتيجية. إلا أن هذا النجاح قد يكون مكلفًا جدًا من حيث الخسائر البشرية، والتهديدات الأمنية المستمرة من الجبهات المختلفة.
روسيا: ما بعد أوكرانيا؟
أما روسيا، فحتى الآن لم تتمكن من تحقيق أهدافها الكاملة في أوكرانيا. ومع ذلك، من الصعب تصور أن تتنازل موسكو عن هذه الأهداف بسهولة. لذلك، فإن استمرار الحرب في أوكرانيا يبدو الخيار الأقرب، مع احتمالية تصعيد أكبر، قد يشمل استخدام أسلحة غير تقليدية في حال فشلت الحلول الدبلوماسية.
الاستقرار العالمي: خيار لا غنى عنه:
في خضم هذه الأحداث المعقدة، يبقى الحفاظ على الاستقرار والأمن العالمي هو الهدف المشترك لكل الدول الكبرى. فرغم اختلاف المصالح، إلا أن انهيار النظام العالمي الحالي سيؤثر سلبًا على الجميع، وهو ما يدفع هذه الدول إلى الحفاظ على الوضع القائم، أو على الأقل تأجيل التغيير الجذري قدر المستطاع.
الشرق الأوسط على صفيح ساخن:
لا شك أن التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط باتت أكثر وضوحًا وخطورة. في حال استمرت الحرب بين إيران وإسرائيل، فإن المنطقة بأسرها ستكون معرضة لهزات عنيفة، بما في ذلك دول الخليج التي قد تواجه تهديدات أمنية مباشرة، وأزمات اقتصادية متفاقمة نتيجة الصراع.
---
خاتمة: قراءة المنظومة أونلاين للمستقبل القريب:
العالم يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة. ملامح هذا التحول ليست واضحة تمامًا، لكنها قيد التشكل. الأزمات الاقتصادية، والحروب المتصاعدة، والتحالفات الجديدة كلها إشارات على أننا مقبلون على نظام عالمي مختلف.
وفي هذا السياق، تقدم المنظومة أونلاين رؤية تحليلية واقعية، تستند إلى المعطيات السياسية والاقتصادية القائمة، لتكون دليلاً لمن يسعى لفهم حقيقة ما يدور خلف الكواليس، واستشراف ما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.
| رئيس التحرير: زاهر المنظومة العالمي - زاهر مستر ظط. |

