كامل ادريس ينصدم في بداية مشواره بعقبات، و يلتف على سلام جوبا، ويطلب سداد مبلغ مالي حتى تصبح وزيرا في حكومته
كامل ادريس:
في ظل الصراعات المتعددة التي يشهدها السودان، وبين محاولات متكررة لتأسيس حكومة انتقالية فاعلة، برز اسم د. كامل إدريس كمرشح لتولي منصب رئيس الوزراء، في لحظة سياسية بالغة التعقيد، إقليميًا ومحليًا.
تعيين إدريس: خطوة نحو التحول المدني؟
جاء إعلان تعيين الدكتور كامل إدريس مدعومًا بترحيب محدود من بعض الدول، إلى جانب موقف إيجابي من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. خطوة اعتبرها البعض محاولة من قيادة الدولة للظهور بمظهر الملتزم بالتحول المدني، على الرغم من الظروف الأمنية والسياسية المعقدة.
مع ذلك، لا تزال العقبات تعترض طريق تشكيل حكومة وطنية شاملة، حيث واجه إدريس منذ البداية تحفظات من بعض القوى السياسية، وعلى رأسها تحالف "سلام جوبا"، الذي أبدى عدم رضاه عن استبعاده من عملية تشكيل الحكومة، رغم اعتقاده أن له حقًا في التمثيل الوزاري وفقًا لاتفاق السلام الموقع سابقًا.
خطاب إدريس: بين الواقعية والطموح:
في خطابه الأول، أعلن د. إدريس عن صعوبة تشكيل حكومة متكاملة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى اعتماد نهج التدرج في التعيينات الحكومية. كما رفض مبدأ المحاصصة الحزبية، مؤكدًا أن اختيار الوزراء سيعتمد على الكفاءة والنزاهة فقط، وفقًا لمعايير واضحة.
مبادرة التقديم الإلكتروني للمناصب القيادية
في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز الشفافية والحوكمة، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء عن فتح باب التقديم الإلكتروني للمواطنين السودانيين المؤهلين، الراغبين في الترشح لتولي المناصب الوزارية.
شروط التقديم:
- الجنسية السودانية.
- مؤهلات علمية وسيرة ذاتية نزيهة.
- اختيار وزارة واحدة فقط.
- إرفاق المستندات الرسمية، بما في ذلك:
- سيرة ذاتية.
- الشهادات الأكاديمية.
- تزكيات.
- شهادة حسن سير وسلوك.
- خطاب يوضح الرؤية الوزارية.
- إثبات دفع رسوم إدارية (غير مستردة) بقيمة 50,000 جنيه سوداني.
> ملاحظة هامة: رسوم التقديم تُدفع إلكترونيًا عبر بوابة حكومية رسمية، وتهدف إلى تنظيم الطلبات وليست مقابل المنصب، ما يتماشى مع معايير النزاهة والعدالة.
آلية الاختيار:
تخضع الطلبات للمراجعة من قبل لجنة مستقلة تضم خبراء في القانون والسياسة والإدارة، وتُعتمد الترشيحات النهائية بناءً على:
- الكفاءة الأكاديمية (20%)
- الخبرة المهنية (25%)
- البرنامج الوزاري المقترح (30%)
- النزاهة العامة (15%)
- المقابلة الشخصية (10%)
هل تنجح التجربة؟
بين الانتقادات المتبادلة، والمطالب السياسية المتزايدة، يجد كامل إدريس نفسه أمام اختبار حقيقي في إدارة مرحلة انتقالية تحتاج إلى توافق واسع، وإصلاحات جذرية تُعيد ثقة المواطن في مؤسسات الدولة. هل تنجح مبادرته في خلق نموذج جديد لاختيار القيادات الوطنية؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
---

